أبوظبي، 16 ديسمبر 2024: زار وفد من هيئة البيئة – أبوظبي، برئاسة سعادة الأمين العام للهيئة د. شيخة سالم الظاهري، مملكة البحرين بهدف تعزيز التعاون الإقليمي في مجال البحث البيئي، وتبادل المعرفة حول أفضل الممارسات لحماية البيئة البحرية.

شملت الزيارة المجلس الأعلى للبيئة، حيث اجتمع الوفد مع سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة ورئيس المجلس الأعلى للبيئة، كما زار الوفد جامعة الخليج العربي، وجامعة البحرين، حيث تمت مناقشة سبل تطوير برامج مشتركة لدراسة التنوع البيولوجي ومواجهة التحديات البيئية في الخليج العربي، بما يضمن تحقيق الاستدامة البيئية وحماية الموارد البحرية للأجيال القادمة.

تزامنًا مع الزيارة، انطلقت سفينة الأبحاث البحرية "جيّون" التابعة للهيئة في مهمة بحثية مشتركة تهدف إلى إجراء دراسات علمية رائدة في مجالات متعددة، حيث نفذت مسوحات بيئية نوعية لأول مرة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات ومملكة البحرين لتعزيز الاستدامة البيئية في الخليج العربي.

وشملت المهمة جمع أكثر من 150 عينة من 8 مواقع مختلفة في المياه الإقليمية، وتنفيذ أول دراسة للحمض النووي البيئي لرصد التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى مسوحات صوتية لقاع البحر، ومسوحات لجودة المياه لتقييم تأثيرات التغير المناخي على النظام البيئي البحري.

كما تضمنت الأبحاث دراسة مستويات المعادن الثقيلة لتحديد تأثيرها على الحياة البحرية، ومتابعة معدلات الإثراء الغذائي لتحليل توازن النظام البيئي، إلى جانب رصد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في مياه الخليج وتقييم آثارها، وتقييم تأثير العواصف الرملية العابرة للحدود على جودة الهواء والمياه في المنطقة، وتحليل انعكاساتها البيئية الشاملة.

استقبلت السفينة جيّون خلال توقفها في ميناء خليفة بن سلمان في البحرين زيارات من جهات محلية عدة، من بينها وفد من المجلس الأعلى للبيئة برئاسة سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه، إلى جانب ممثلين عن مؤسسة نواه، وبابكو إنرجيز، وجامعة الخليج العربي، وجامعة البحرين، ووزارة التنمية المستدامة، والمركز العلمي البحريني، ووزارة شؤون البلديات والزراعة، كما استقبلت السفينة عدداً من طلاب المدارس والجامعات.

رافق سفينة الأبحاث البحرية "جيّون" في رحلتها البحثية، التي استمرت لمدة 7 أيام، مجموعة من المتخصصين والخبراء المنتسبين إلى شبكة أبوظبي للأبحاث البيئية، التي تضطلع بدور محوري في إيجاد حلول للتحديات البيئية في الإمارة، وتعزيز فهم مبادئ الاستدامةوتطبيقها، في ظل الحاجة المُلِحَّة لتسريع وتيرة العمل من أجل المناخ، ومعالجة العلاقة الوثيقة بين المناخ وفقدان التنوُّع البيولوجي والتلوُّث. وضمت الرحلة 10 باحثين من هيئة البيئة – أبوظبي ومن شركة M42 ، بالإضافة إلى باحثين من البحرين يمثلون المجلس الأعلى للبيئة وجامعة الخليج العربي.

وقالت سعادة د. شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "نحن فخورون بتنظيم هذه الزيارة والمهمة العلمية المشتركة لسفينة الأبحاث جيّون في الخليج العربي، حيث تمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حماية البيئة البحرية في المنطقة. وتأتي زيارة وفد الهيئة إلى مملكة البحرين كجزء أساسي من هذه الجهود لتعزيز الشراكات الإقليمية وتبادل الخبرات العلمية والعملية، بما يساهم في توحيد الرؤى نحو تحقيق أهداف الاستدامة البيئية المشتركة. إن تضافر الجهود وتبادل الخبرات بين دول المنطقة هو السبيل الأمثل لتحقيق رؤيتنا المشتركة في الحفاظ على مواردنا البحرية، وصون تنوعها البيولوجي للأجيال القادمة".

وأضافت سعادتها "من خلال هذه الأبحاث الرائدة التي تم إجراؤها على متن "جيّون"، سنتمكن من تعزيز قاعدة بياناتنا البيئية وتطوير حلول علمية لمعالجة التحديات البيئية المتزايدة في الخليج العربي. نتطلع إلى مواصلة التعاون مع شركائنا في المنطقة لضمان استدامة بيئتنا البحرية وحماية ثرواتها الطبيعية."

أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي سفينة الأبحاث البحرية "جيّون" في يناير 2023، وهي تعد الأكثر تطورًا في منطقة الشرق الأوسط والأولى من نوعها في الإمارات، بهدف دعم جهود مراقبة المخزون السمكي، وحماية التنوع البيولوجي والموائل البحرية في الدولة. تم تصميم السفينة لإجراء الدراسات والأبحاث في مختلف الظروف والبحار، ما يجعلها أداة حيوية لتعزيز البحث العلمي والابتكار البيئي.

يبلغ طول السفينة 50 مترًا، وهي تتميز بقدرتها على العمل في أعماق تتجاوز 10 أمتار، وتضم طاقمًا مكونًا من 30 فردًا من الكوادر الوطنية، بالإضافة إلى مختبرات متطورة متعددة التخصصات ومركبة تعمل عن بُعد لإجراء الأبحاث في بيئات بحرية متنوعة. منذ إطلاقها، قطعت السفينة 30,000 كيلومتر، وأجرت 227 يومًا من التشغيل، نفذت خلالها 50 بحثًا وجمعت 30 ألف عينة، إلى جانب تدريب 40 متدربًا مواطنًا واستقطاب أكثر من 11,000 زائر.

تأتي هذه الرحلة كثاني مهمة دولية للسفينة بعد نجاح مهمتها السابقة التي انطلقت من إسبانيا إلى أبوظبي، في أول رحلة بحث استكشافية في العالم للغلاف الجوي ودراسة الجسيمات الدقيقة في المياه الدولية، غطت ثلاث قارات وثمانية مسطحات مائية رئيسية، حيث ساهمت في توفير بيانات جديدة قيّمة للتعرف بشكل أفضل على جودة الهواء الساحلي والبحري وتغير المناخ. في مهمتها الدولية الثانية، تواصل "جيّون" جهودها في دعم التعاون الإقليمي عبر الأبحاث المشتركة مع دول الخليج لتعزيز استدامة الموارد البحرية ومواجهة التحديات البيئية.

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على اسخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
غلق